عكّاز في المطهر
"أغاني أيّوب"
"إهداء إلى روح بدر شاكر السّيّاب"
"اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب" سورة ص:42
ووقفتُ..
فجاوزني ألمي
وتعدّى قيعانَ العدمِ..
ومضى برحاهُ إلى الدّورانْ
بعيداً عن جسمي المضنى
جسمي المصلوبِ لدى الظّلمِ
ففتحتُ لأحلامي جرحا
وسكبت على جمري ملحا
ومددتُ يديّ على ضرمي
أسحبُ قدميّ الباردتين
على عكازٍ، بل عكّازين
جرحين لدى قلبي كانا
نسغاً تطفئُه الديدانْ
*
والنّاس دروبٌ من حولي
تهبطُ من دركٍ في دركِ
وتدور بقافلة النّسيانْ
برئتْ من دمِها المنسفكِ
ومضت تختارْ
درباً فرديّ التّيّارْ
لتكونَ طيوراً في الجنّة
أو جمراً من جمرات النّار..
*
لكنّي وقفتُ على شممِ
أنظر من فوقٍ للمحنِ
وأغضُّ الجرحَ..
عن البرَمِ
فالموعدُ آتْ
وبلائي فاتْ..
ماعدتُ أخافُ من العدمِ
أبداً..
لا أخشى من دربي
في الحشرِ..
ولا أخشى الفتنةَ
من ربّي
تنقضُ لي هذا الإيمانْ
ما همّي الآنْ
سوى فيضٍ قدسيٍّ
يغمرُني من عبءِ الأدرانْ
فلقد طهّرني هذا الحزنُ
بمغتسلٍ
وصنعتُ بحبّي
ما أعيا حلمَ الإنسانْ!
منى علي السّاحلي
1991