ذهب الرّجالُ وخلّفوا أشبالَهم وغداً سنشهدُ وثبةَ الجبّارِ
ليدكّ بنيانَ الفسادِ وأهلِهِ ويخيب سعيُ عصابةِ الأشرار
أبناءَ قومي ، والعروبةُ عروةٌ قد شدّها الإسلامُ خير فخار
هذا دمُ الأحرارِ من أبنائنا قد أهدرتْه طغمةُ الفجّار
يدعو بني الإسلامِ والعرب الأُلَى مازال فيهم نخوةُ الأحرار
ماذا جنينا غير صرخةِ عزّةٍ بالحقّ في زمنِ النّفاقِ السّاري
ودعائنا السجّانَ: أكرمْ سجننا فالأسدُ لاترضى دنيءَ إسار
ردّ الجبانُ على مطالب عزّلٍ حُرمـوا حقوقَـهم بـلا أوزار
بجحافل غدرتْ بهم إذ أُمّنوا وكذاك دأبُ شريعةِ الغدّار
وتحوّلَ السجنُ الرّهيبُ لمذبح للهِ مِنْ هَول ٍ، وتعسِ نهار
يبقى يردّدُ في الورى صرخاتِنا وصدى الدعاءِ يجوبُ في الأحجار
دمُنا الزّكيُّ على جدارِ زنازن أبدا ينادي القومَ: هل مِنْ ثار؟؟
أكذا نموتُ وليس يحضرُ حولَنا إلاّ وحوشُ الغابِ ذاتُ سُعَار
نمضي فلا مِنْ باكيات خَلْفَنا حتى ولا بالذِّكرِ يصدعُ قاري
كلا، ولا قبر يزار فنرتجي تحت الترابِ زيارةَ الزّوّار
إنّا لندري إذ أُخذنا عُنْوةً في الأهل من جزَع، ودمع جاري
يِحْيَونَ في أملٍ بواهمِ عودةٍ وُعدوا بها في كاذبِ الأخبار
والآن نجهلُ هل سيُعلنُ موتُنا في الناس بين عشية ونهار
أم سوف ينكره اللئامُ، وحَسْبُهم من شاهد في عصرهم بالعار!
لكنّنا نمضي ونعلمُ خلفنا من سوف يُكمِلُ بادئَ المشوارِ
ويكون فتحٌ ليس ردة بعده وتعود شمسُ العدلِ للأنظارِ
إخوانَنا الأحرارَ هل مِنْ غضبة للحقّ ، تُرضي- في عُلاه- الباري؟!
دُكّوا صُروحَ الظّالمين فإنّها لم تُبنَ إلاّ على الشّفير الهاري
وتقيّلوا نسلَ الظّلومِ فإنّهم رجسٌ خبيثٌ من لئيمِ قرار
وحذارِ أن تثقوا وأن تترفقوا فالغدرُ فيهم في الطّباع، حَذارِ
ولئن دعوا ديناً وعلماً كاذباً وتلقّبـوا إثمـاً لزيـف فخـار
ولعلّ ذا الجبروتِ يقضي حكمَه فـيهـم فتعـدل مـيـلةُ الأقـدارِ
ويذوقَ طعمَ الثّكلِ قبلَ هلاكِهِ كمداً.. على عدّ البذارِ الذّاري!
مانشستر 29/06/2001
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق